دولة قطر تؤكد ضرورة تطوير طرق مستدامة لتقديم المساعدات الإنسانية لمواجهة ما يشهده العالم من كوارث

إسطنبول / المكتب الإعلامي / 23 مايو 2016 / أكدت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أن ما يحل بالعالم من كوارث طبيعية، وما يعاني منه المتضررون من حرمان وتهجير، وما تتعرض له المدن من قصف وتدمير، يلزم الجميع التآزر والتكاتف من أجل تطوير طرق مستدامة لتقديم المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن الصور التي نشاهدها يومياً لأطفال قتلهم الجوع وهم يبحثون عما يسدون به رمقهم، لم يعد بوسع الضمير البشري أن يحتملها، ولا لعقل أن يتصورها.

وقالت سعادتها في كلمة لها ألقتها أمام المائدة المستديرة رفيعة المستوى حول "القيادة السياسية لمنع نشوب النزاعات وإنهائها" التي عقدت في إسطنبول، "لقد عملنا مع شركائنا لتقديم العمل الإنساني المطلوب للتخفيف من معاناة المدنيين واللاجئين والمشردين، وما تلك الصور التي نشاهدها والقصص التي نسمعها إلا دليلاً على ضرورة تطوير الجهود التنسيقية عند تقديم المساعدات والمعونات، حتى يتم تقسيمها على نحو عادل.

وأضافت: من أجل ذلك تدعو دولة قطر إلى الالتزام بالتعهدات السياسية والمالية التي تُوضع في برنامج عمل ومؤشرات محددة، وترجمة تلك الالتزامات إلى أفعال.

وأوضحت سعادة المندوب الدائم أنه إيماناً من دولة قطر بأهمية الدور الذي تلعبه الوساطة الدولية كوسيلة من الوسائل السلمية الأخرى لفض النزاعات الدولية، كانت دولة قطر وسيطاً نزيهاً يقف على مسافة واحدة من كافة أطراف النزاع، إذ نجحت في العديد من الوساطات الدولية، واستشهدت بذلك بالتجارب الناجحة في لبنان وإريتريا وجيبوتي ودارفور.

وبينت سعادتها أن دولة قطر وضعت نصب أعينها، وهي تقوم بمهمة الوساطة، الالتزام الأساسي الخامس الخاص "بإبراز النجاح الذي تحقق في مجال منع نشوب النزاعات عبر استخلاص الممارسات الفُضلى والدروس المُسْتفادة وتجميعها وتشاطرها"، وقالت "لذا فإننا ننظر بإيجابية تجاه مساعي الأمم المتحدة لعقد المنتدى العالمي لمنع نشوب النزاعات بحلول عام 2020، وذلك من أجل تحديد الطريقة التي يمكن للدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن تعمل معاً بشكل أكثر فاعلية لتجنيب المنطقة ويلات النزاعات وعواقب الصراعات.

وأكدت سعادة الشيخة علياء أن دولة قطر تولي أهمية بالغة للهدف السادس عشر من أهداف التنمية المستدامة حول الحاجة إلى الاستثمار في تطوير مجتمعات سلمية تستوعب جميع مكوناتها، وإلى إتاحة فرص وصول الجميع إلى العدالة وبناء مؤسسات فاعلة، وذلك إيماناً منا بأن بناء مجتمعات مسالمة تستوعب الجميع هو السبيل الوحيد للتصدي للتحديات التي نواجهها.

وأوضحت أن دولة قطر تؤمن بأن التعليم مسألة جوهرية وأداة أساسية تُسهم في تحويل حروب المنطقة إلى سلام، ومشاكلها إلى وئام، وقالت "بهذه المناسبة يسعدني الإعلان عن توظيف خبرات عربية متميزة بالتعاون مع مؤسسات ومعاهد علمية متقدمة في العالم، إذ تدعم دولة قطر جهود معهد الدوحة للدراسات العليا في تأسيس فرع عِلم فض النزاعات والاستجابة الإنسانية باللغة العربية عبر إنشاء مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني.

وفي ختام كلمتها جددت سعادة المندوب الدائم التزام دولة قطر بتقديم الدعم السياسي لجميع الأوضاع التي تشوبها احتمالات التدهور أو التصعيد، وتقديم كافة الوسائل التي تعزز السلام والاستقرار في الدول المعنية والعالم بأسره.. مضيفة: فلنجعل مبدأ المسؤولية المشتركة شعارنا "فيد واحدة لا تصفق".