دولة قطر والاحتفال بيوم الأمم المتحدة
ليس صدفة أن تحظى دولة قطر بشرف اختيارها لإحياء حفل يوم الأمم المتحدة، الذي يصادف يوم 24 أكتوبر من كل عام، ومن بين 193 دولة تنافست لاستضافة هذه المناسبة يوم مرور الذكرى الرابعة والسبعين على تأسيس المنظمة الدولية، وبذلك تبرهن دولة قطر على دورها وشراكتها المتميزة مع الأمم المتحدة، في وقت يواجه فيه العالم تحديات عدة، حيث النزاعات والحروب الإقليمية، وتغيّر المناخ، والتطرف العنيف، والهجرة واللاجئين، وانعدام المساواة.
ويأتي هذا الفوز تتويجاً لسعي دولة قطر الدؤوب في تنفيذ أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة ليكون شعار يوم الاحتفال بالأمم المتحدة "تحقيق الازدهار للجميع من خلال الثقافة والتعليم والمساواة بين الجنسين والرياضة والتنمية المستدامة". ومن المقرر أن يفتتح الحفل سعادة السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للألم المتحدة، وسعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، والسيد حسن الذوادي، أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
فالحفل الذي يقيمه الوفد الدائم لدولة قطر لدى الإمم المتحدة وبدعم من اللجنة العليا للإرث والمشازيع ومؤسسة الدوحة للأفلام، شاء التركيز على دور الرياضة والتعليم والثقافة والمساواة بين الجنسين من خلال تسليط الضوء على الدور القيادي للمرأة في دولة قطر وعموم الشرق الأوسط، خاصة في مجال الفن، فهو مناسبة للاحتفاء بالنساء اللواتي حطمن الجدار المنيع لتقاليد الموسيقى الكلاسكية، متحدين تلك التقاليد الاجتماعية التي رافقت تلك الموسيقى من حيث الأداء والتعليم والإدارة، وذلك من خلال تقديم مقطوعات موسيقية من تأليف وأداء موسيقيات قطريات مشهورات.
إن أوركسترا قطر الفيلهارمونية التي أسستها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر عام ٢٠٠٧ تعزز المواهب والدور الرائد للموسيقيين، خصوصا النساء منهم في دولة قطر، وتساهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة المتمثلة بتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين. وإن الأوركسترا التي تضم ملحنين وموسيقيين من قطر، هي إحدى مؤسسات دولة قطر التي تدعم رحلة الانتقال من اقتصاد الكربون إلى اقتصاد المعرفة عبر إطلاق إمكانيات النساء والرجال، ولرفع الوعي بآثار التغيّر المناخي والحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة.
وبما أن الموسيقى لغة كونية، تكون مساهمة أوركسترا قطر الفيلهارمونية، والتي قد تكون المساهمة العربية الأولى والفريدة من نوعها في إطار استضافة دولة قطر للاحتفال بيوم الأمم المتحدة. كما أن هذه المساهمة تأتي كاعتراف وتقدير للجهود والإنجازات التي حققتها المنظمة الدولية منذ إنشائها في عام 1945. ويمثل الاحتفال مناسبة لتسليط الضوء على عمل الأمم المتحدة وأسرتها والاحتفال بها والتفكير فيها من خلال لغة الموسيقى العالمية.
ولم يفوت الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غويتريش فرصة تقديم الشكر لدولة قطر لرعياتها حفل هذه السنة، معرباً عن امتنانه للنساء القطريات اللواتي قدن هذا لمشروع الفني، قائلا إنه "مشروع نحتاجه للسفر من أجل تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين". وأشاد بالفنانات القطريات وقال "إنهن شخصيات موهوبات يكسرن السقوف الزجاجية ويمهدن لمسارات جديدة".
وبمناسبة يوم ٢٤ آكتوبر الذي أعلن للاحتفال بتأسيس الأمم المتحدة كل عام، علينا ألا ننسى الأهمية القصوى التي توليها دولة قطر لتعزيز شراكتها مع الأمم المتحدة من أجل دعم وتنفيذ العديد من أجندات المنظمة الدولية وبرامجها، حيث استضافت العديد من مؤتمرات واجتماعات الأمم المتحدة.
ولدولة قطر مساهمات كبيرة متسقة في ميادين السلام والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان وسيادة القانون وتغيّر المناخ، والوساطة في حل النزاعات وامتداداتها، ومكافحة خطر الإرهاب والتطرف العنيف.
وانسجاماً مع رؤية قطر في تحقيق التنمية والرقي الاجتماعي على الصعيد المحلي والإقليمي وبناء مستقبل يسوده السلام، أعلنت دولة قطر في عام ٢٠١٨ عن تقديم دعم للموارد الأساسية للأمم المتحدة بإجمالي ٥٠٠ مليون دولار، لتصبح دولة قطر في قائمة أكبر الشركاء الداعمين للأمم المتحدة في مختلف المجالات.
والرسالة التي تقدمها دولة قطر بهذه المناسبة، تؤكد فيها التزامها بالعمل الدولي المتعدد الأطراف، وأنها شريك فاعل في المجتمع الدولي من أجل تحقيق أهداف الأمم المتحدة للسلام والتنمية وحقوق الإنسان.