وفد قطر بالأمم المتحدة ينظم جلسة رفيعة المستوى بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد

نيويورك في 05 أبريل /قنا/ نظم الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، بالاشتراك مع وفد بنغلادش ومنظمة "التوحد يتحدث" الأمريكية، جلسة رفيعة المستوى بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد.

وسلطت الجلسة، التي تم تنظيمها أيضا بالتعاون مع سلطنة عُمان وجمهورية بلاروسيا والهند وإيطاليا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وذلك بمقر الأمم المتحدة، الضوء على الممارسات العملية والفعالة التي اتخذتها الدول الأعضاء، والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني في التعامل مع الأشخاص المصابين بمرض التوحد، وذلك في إطار برنامج التنمية المستدامة لعام 2030 والتي لا يمكن أن تحقق أهدافها إلا بعدم استبعاد أي فرد من أفراد المجتمع، بما فيهم المصابون بالتوحد وذوي الإعاقة.

وأكدت على ضرورة أن تساهم أهداف التنمية المستدامة في تعزيز الأفراد والأسرة المتأثرة بالتوحد أو تعاني من ظروف أخرى تتعلق بالصحة العقلية.. وركزت على الإجراءات والممارسات ذات الصلة بالقضاء على الفقر وتوفير الخدمات الصحية والرفاهية، والتعليم الجيد وإلغاء عدم المساواة.

وشدد المشاركون على أهمية توفير الظروف الملائمة لإدماج المصابين بمرض التوحد وعدم اقصائهم عن التعليم والعمل والحياة الاجتماعية.. كما سلطت الجلسة على أهمية دور الأسرة واستخدام التكنولوجيا الحديثة في معالجة وتأهيل المصابين بالتوحد، الذين بلغ عدد المتأثرين في العام الماضي نحو 70 مليون شخص.

وفي كلمة رحبت فيها سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة بالمشاركين، قالت إن التزام دولة قطر تجاه مجتمع المصابين بالتوحد على الصعيد العالمي لا يقتصر على زيادة الوعي بمرض التوحد، بل ترجم على مر السنين بإنشاء مؤسسات تقدم الرعاية الطبية المتقدمة، والتعليم والتمويل.. مؤكدة على حيويتها وأهميتها لتوفير الشروط والظروف المناسبة في إطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

وأشارت إلى الدور المميز لمركز "الشفلح" الذي تأسس عام 1999 كمركز متخصص لتطوير قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة وإدماجهم في المجتمع، خاصة الأفراد الذين يعانون من التوحد.. ولفتت إلى الخدمات التي تقدمها أكاديمية "ريناد" التي افتتحت عام 2016 لتوفير الخدمات التعليمية للطلاب الذين تم تشخيصهم على طيف التوحد.

ونوهت سعادتها بالخطة الوطنية للتوحد التي اعتمدتها دولة قطر عام 2017، والتي من خلالها تتعهد الدولة بتقديم مساهمة كبيرة لاتباع نهج فعال ومتماسك وذي مصداقية ثقافية لرعاية وتعليم الأشخاص المصابين بالتوحد على مدى الحياة..مشيرة إلى فعالية تخطط دولة قطر لتنظيمها بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني القطرية الرائدة، تحت عنوان "كيف يمكن للتكنولوجيا أن تساعد الأشخاص المصابين بالتوحد على أساس تجربة دولة قطر في هذا المجال" وذلك في يونيو 2019 على هامش المؤتمر الثاني عشر للدول الأطراف في معاهدة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

كما لم تفوت سعادتها فرصة التذكير بمبادرة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مؤسسة قطر للعلوم وتنمية المجتمع، التي أطلقت بموجبها دولة قطر الحركة العالمية للتوحد في عام 2007، والتي توجت باعتماد الجمعية العامة للأمم للقرار 62/139 الذي أعلن يوم 2 أبريل من كل سنة يوماً عالميا للتوعية بالتوحد.

وقدم سعادة السيد أندريه داكيوناس نائب وزير خارجية بيلاروسيا استعراضاً للخطوات والإجراءات التي اتخذتها بلاده في التعامل مع المصابين بالتوحد، وكذلك قدم سعادة السفير خليفة بن علي الحارثي المندوب الدائم لسلطنة عُمان استعراض لما تقوم به السلطنة للتعامل مع المصابين بالتوحد.

واستمع الحاضرون إلى شهادات مماثلة من نائب المندوب الدائم للهند ومن نائب المندوب الدائم لكوريا الجنوبية ومن نائب المندوب الدائم لإيطاليا لدى الأمم المتحدة. واستعرضت السيدة مارغرييت بالو هرناندز، المستشار الخاص في البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة الإجراءات والممارسات العملية التي لجأت إليها الولايات المتحدة في التعامل مع المصابين بالتوحد.

شارك في الجلسة سعادة السفير مسعود بن مومن المندوب الدائم لبنغلادش لدى الأمم المتحدة، والسيدة انجيلا جيغير المدير التنفيذي لمنظمة "التوحد يتحدث"، والسيدة ماريا فرانسيسكا سباتوليزانو مساعد أمين عام الأمم المتحدة لتنسيق السياسات لشؤون الوكالات.. كما شارك في الجلسة الرفيعة المستوى خبراء من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" ومن جامعة تكساس الأمريكية ومن بعض المؤسسات الطبية، إضافة إلى شهادة قدمتها السيدة سامانثا إليسوفون عن تجربتها مع التوحد.