دولة قطر تشيد بالممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات وتجدد التزامها بمواصلة العمل لتعزيز السلام والأمن في العالم

أشادت دولة قطر، بسعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، وبالعمل الدؤوب والمتميز الذي قام به خلال السنوات الست الماضية.. كما أعربت عن تقديرها للجهود القيمة لمجموعة أصدقاء التحالف نحو تحقيق أهداف التحالف.

جاء هذا في البيان الذي أدلى به سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية في اجتماع "مجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة لتحالف الحضارات" الذي عقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك على هامش أعمال المنتدى العالمي الثامن لتحالف الأمم المتحدة للحضارات.

كما جدد سعادته الذي رأس وفد دولة قطر في أعمال المنتدى، التزام دولة قطر بمواصلة العمل مع مجموعة الأصدقاء لتعزيز السلام والأمن في العالم. وقال إنه "في ظل التحديات المتزايدة التي تُهدِّد السلام العالمي، تنهض مجموعة الأصدقاء بدور يدعو للفخر والاعتزاز، حيث واصلت منذ تأسيسها بدعم كافة الجهود والمبادرات الرامية لإشاعة قيم التسامح والحوار والتعاون بين الحضارات والأديان والثقافات، ولم تدخر مجموعة أصدقاء التحالف أي جهد لدعم المشاريع التي يعمل التحالف لتحقيقها تحقيقاً للأهداف التي أنشئ من أجلها".

وأضاف أن "حرص الدول الأعضاء في مجموعة أصدقاء التحالف على المشاركة الرفيعة المستوى في المنتديات الثمانية لتحالف الحضارات، وآخرها المنتدى الثامن الذي نشارك اليوم فيه، تؤكد التزام مجموعتنا لمواجهة تنامي مظاهر التطرف والتعصب وخطاب الكراهية، بكونها تُمثل تهديداً للسلم العالمي والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات والحضارات"

وأوضح سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن اجتماع مجموعة الأصدقاء يُرسل رسالة جديدة للتأكيد على المضي قُدماً لتحقيق الأهداف النبيلة لتحالف الحضارات، مؤكداً على أهمية عقد منتديات التحالف لأنها تحمل دلالة بالغة الوضوح باعتبارها المكان الرئيسي والحيوي للدفع بتحقيق عالمٍ أكثر أمناً وتسامحاً، وبناء مجتمع إنساني تسوده قيم العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان.

وناشد سعادته جميع الدول الأعضاء إلى تحقيق أهداف التحالف، وهي تعزيز التقارب بين الحضارات والتخفيف من حدة التوترات بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، وإلى زيادة مساهمتها لرفع قدرة التحالف على الاضطلاع برسالته على النحو المطلوب.

كما أكد على أهمية دمج قضايا تحالف الحضارات في المناهج التعليمية للدول، وتكثيف اللقاءات بين ممثلي الأديان والنُخَب الفكرية والشبابية، وتشجيع الحوار البنّاء والانفتاح على الثقافات الأخرى، بالإضافة إلى الدور الفعَّال للإعلام في تصحيح الصور النمطية للشعوب والحضارات والأديان.

وفي هذا السياق، جدد سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي، دعم دولة قطر الكامل للأولويات التي حددها الممثل السامي لتحالف الحضارات، وخاصة فيما يتعلق ببذل المزيد من الجهود لتحقيق الأهداف المتعلقة بالتعليم، والشباب، والإعلام، والهجرة، وتعزيز الشراكات والتعاون في إطار الأمم المتحدة وخارجها.

وشدد سعادته على أن حجم الأنشطة والمهام التي يضطلع بها التحالف تستدعي توفير الموارد المالية والبشرية الكافية للتحالف من أجل مواجهة التحديات، وبما يُمكِّن التحالف من مواصلة دوره وتنفيذ ولايته.

وقال إنه "انسجاماً مع سياسة دولة قطر التي عُرفت بمساهماتها النشطة والفعالة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، وما تمتلكه من علاقات ودبلوماسية تتسم الانفتاح والتعاون واحترام القانون الدولي، فإنها ستواصل دعمها لرسالة التحالف ومبادراته ومشاريعه، والتنسيق مع مجموعة الأصدقاء للنهوض بقيم السلام والتسامح، والاحترام والتعاون بين المجتمعات والشعوب والدول، من أجل تحقيق هدفنا المشترك المتمثل في نبذ العنف والتطرف والإرهاب، وتعزيز الوئام بين الأديان والحضارات والثقافات".

وفي ختام بيانه، قدم سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية تهانيه للأمين العام للأمم المتحدة على تعيين سعادة السيد ميغيل أنجيل مورانتينوس، وزير خارجية إسبانيا الأسبق، ممثلا ساميا لتحالف الأمم المتحدة للحضارات خلفاً لسعادة السيد ناصر بن
عبدالعزيز النصر. وقال سعادة الوزير "إن دولة قطر ستقوم بدعم الممثل السامي القادم لإنجاح مهمته".

من جهته، أشاد سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، بالدعم الكبير الذي تقدمه دولة قطر لبرامج تحالف الحضارات والدعم المالي الطويل الأمد الذي تقدمه دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بالإضافة الى ما تقدمه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر من التزام ثابت ودعم متواصل منذ إنشاء مكتب الأمم المتحدة لبحوث المنظمة.

وأعرب السيد النصر في كلمته خلال اعمال المنتدى العالمي الثامن لتحالف الأمم المتحدة للحضارات بنيويورك، عن شكره للسيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة على دعمه للتحالف منذ بداية ولايته وعن تقديره العميق للرعاة المشاركين في تحالف الأمم المتحدة للحضارات (حكومتا إسبانيا وتركيا) وجميع أعضاء مجموعة الأصدقاء، على دعمهم المستمر ، السياسي والمالي.

وأثنى كذلك على إدارة الأمين العام السابق للأمم المتحدة السيد بان كي مون، الذي كان دائما ما يحظى تحالف الحضارات باهتمامه وحرصه الدائم على المشاركة بنشاط في جميع المنتديات العالمية السابقة.

وأوضح الممثل السامي لتحالف الحضارات الذي سيسلم المنصب الى السيد ميغيل أنجيل موراتينوس "ان كل حقبة تواجه مجموعة فريدة من التحديات والمحن وفي الأسبوع الماضي توقفنا لإحياء الذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى حيث قتل 16 مليون شخص"، مضيفاً ان العالم وجد نفسه في حالة حرب مرة أخرى. كما أن العديد من التحديات التي نواجهها اليوم لا تختلف كثيراً عن التحديات التي لاقاها مؤسسو الامم المتحدة بعد سبعة عقود من دخول ميثاق الأمم المتحدة حيز التنفيذ.

وأشار النصر إلى "إننا نشهد عودة الكراهية والتعصب ، حيث يواجه المهاجرون واللاجئون وطأة السياسات التمييزية والاستبعادية حيث استغلت المنظمات الإرهابية والمتطرفون العنيفون هذه التوترات، وأطلقوا العنان للهمجية التي ستبقى إلى الأبد في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين".

وشدد سعادة الممثل السامي لتحالف الحضارات على ان حقوق الإنسان في الوقت الراهن باتت في خطر كما أن المساحة المتاحة للمجتمع المدني تتقلص في الأماكن التي تحتاجها أكثر من غيرها.. منوها الى الحاجة الى مواجهة توترات قائمة على الهوية بشكل مباشر وصريح.

واختتم سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر كلمته بالقول "ان رواد التحالف كانوا على نفس القدر من الحزم الذي كان عليه مؤسسو الأمم المتحدة في إعادة تخيل العالم، حيث تتعاون الدول بدلاً من الصدام، والاحترام المتبادل والتفاهم سيحل محل الخوف والشك.. وأحث جميع الأعضاء على أن يظلوا ثابتين في سعيهم لتحقيق هذا الالتزام".

وكان السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة قد وجه الشكر لسعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر بمناسبة انتهاء فترة عمله ممثلا ساميا لتحالف الحضارات بالأمم المتحدة ،واعلن تعيين السيد ميغيل أنجيل مورانتينوس ممثل إسبانيا ووزير خارجيتها السابق بدءا من الأول من يناير 2019.