دولة قطر تؤكد دعمها جهود إنشاء آلية للمساعدة في الملاحقة القضائية عن الجرائم المرتكبة في سوريا

أكدت دولة قطر قيامها بدعم جهود تيسير انشاء الآلية الدولية المحايدة والمستقلة (IIIM) للمساعدة في التحقيق والملاحقة القضائية للأشخاص المسؤولين عن الجرائم الأشـد خطـورة وفـق تصنيف القانون الدولي المرتكبة في الجمهورية العربية السورية منذ مارس عام 2011.

جاء ذلك في بيان أدلت به سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة ،في الاجتماع الرسمي لمجلس الأمن الدولي حول البند المعنون: "المرأة والسلام والأمن" تعزيز تنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن واستدامة السلام من خلال التمكين السياسي والاجتماعي للمرأة.

وقالت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، إنه فيما يتعلق بتعزيز العدالة الانتقالية للمرأة، هنالك أدلة متزايدة منذ اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 1325، على أن انهاء الإفلات من العقاب على العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس خلال النزاعات، يعتبر متطلبا أساسيا لاستدامة السلام، ولذلك، فإن دولة قطر قامت بدعم جهود تيسير انشاء الآلية الدولية المحايدة والمستقلة (IIIM) للمساعدة في التحقيق والملاحقـة القضائية للأشخاص المسؤولين عـن الجرائم الأشـد خطورة وفق تصنيف القانون الدولي المرتكبة في الجمهورية العربية السورية منذ مارس عام 2011، والتزمت دولة قطر بتقديم دعم مالي لها.

وأوضحت أنه بالنظر إلى العراقيل التي تواجه المسارات البديلة للمساءلة الدولية عن الجرائم، فإن الآلية الدولية المحايدة والمستقلة المعنية بالمساءلة في سوريا (IIIM) تضطلع بدور هام في دعم التحقيقات حول العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس بشكل محايد ومستقل، ودعم مقاضاة مرتكبي هذه الجرائم، ومع الأخذ بالاعتبار أهمية هذه الخطوة نحو تحقيق العدالة الانتقالية للنساء في سوريا، فإن دولة قطر تقدم المساعدة بكافة الوسائل المتاحة من أجل ضمان نجاحها.

وأعرب سعادتها عن السرور بمنح جائزة نوبل للسلام لعام 2018 للدكتور دنيس موكويغي، والسيدة ناديا مراد، سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة لكرامة الناجين من الاتجار بالبشر، تكريما لجهودهما في انهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب في النزاعات المسلحة، حيث أن منح الجائزة لهما يؤكد على أهمية الإدانة المستمرة للإفلات من العقاب على جرائم العنف الجنسي الذي يرتكب في سياق النزاعات، ويعد بمثابة دعوة للبلدان والمجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود من أجل وضع حد لاستخدام العنف الجنسي ضد النساء كاستراتيجية وكسلاح حرب، ومن أجل تحقيق العدالة.

وأشارت إلى أن دولة قطر بصفتها من المانحين الرئيسيين لصندوق الأمم المتحدة لضحايا الاتجار بالأشخاص لا سيما النساء والفتيات، تفتخر بجهودها لدعم الأعمال والبرامج التي تضمن مساعدة النساء اللواتي يتعرضن للاتجار وتقديم الحماية والدعم الضروري لتعافيهن الجسدي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي وإعادة ادماجهن مرة أخرى في مجتمعاتهن.

وفيما يتعلق بمشاركة النساء الشابات في عمليات السلام،قالت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني " نحن ندرك جميعا الدور المحوري والهام للشباب في جهود بناء واستدامة السلام، ومع ذلك يتواصل إقصاء النساء الشابات من جهود بناء السلام".

ونوهت في هذا الشأن، إلى مبادرة دولة قطر وفنلندا وكولومبيا بالتعاون مع مكتب المبعوثة الخاصة للأمين العام المعنية بالشباب وعدد من هيئات الأمم المتحدة ذات الصلة، والتي جاءت في الوقت المناسب، لعقد أول مؤتمر دولي حول مشاركة الشباب في مسارات السلام، الذي سيعقد في هلسنكي في الفترة من 5 إلى 7 مارس عام 2019، وسيجمع المؤتمر، وهو الأول من نوعه،80 شخصا من الفاعلين الرئيسيين في مجال إشراك وشمل الشباب في مسارات السلام، وسيوفر المؤتمر فرصة لنقاش مفتوح حول المشاركة الهادفة للنساء الشابات في مسارات السلام، وكيفية بناء الجسور ما بين الشابات الناشطات في مجال بناء السلام، وتوسيع الأدوات حول الممارسات الفضلى من اجل اشراك النساء الشابات والشباب بشكل فعال في مسارات السلام.

ونبهت إلى أنه على مدى السنوات الماضية، اضطلعت النساء بعدد كبير من الأدوار المختلفة، ابتداء من القيام بدور المفاوضات والوسيطات إلى القيام بدور المجندات والشرطيات، ومع ذلك فإن حكايات أولئك النساء وإنجازاتهن والدروس المستفادة منهن لم يتم روايتها وتوثيقها، لذلك قامت دولة قطر وكولومبيا بنشر كتاب بعنوان "حكايتها"،Her Story وهو كتاب يسلط الضوء على إنجازات النساء القياديات عبر تاريخ الأمم المتحدة في مجال السلام والأمن.

وأكدت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة ،في ختام البيان، إلى ضرورة أن تتحول الجهود من الاحتفاء بالنساء الرائدات إلى ضمان أن يصبح ذلك أمرا معتادا.