المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة تؤكد أن الوضع المتفاقم في غزة يؤثر بشكل كبير على السلم والأمن الدوليين

نيويورك في 11 ديسمبر /قنا/ أكدت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أن الوضع المتفاقم في غزة يؤثر بشكل كبير على السلم والأمن الدوليين، والنظام العالمي القائم.

وأفادت سعادتها في كلمة عبر تقنية الاتصال المرئي خلال حلقة نقاشية في منتدى الدوحة 2023، بعنوان "رسم ملامح السلام: مسارات متكاملة لمنع نشوب النزاعات والعمل الإنساني وبناء السلام"، بأن الأمين العام للأمم المتحدة عمد في إجراء نادر، إلى استخدام المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، من أجل حث مجلس الأمن رسميا على الوفاء بالتزاماته بصون السلم والأمن الدوليين وضمان ألا يكون أحد فوق القانون الدولي، مضيفة أن أوساط الأمم المتحدة في نيويورك في حالة تأهب قصوى.

وأكدت سعادتها أن دولة قطر تسعى جاهدة إلى تفعيل دور مجلس الأمن والجمعية العامة، لافتة إلى أن تركيزها الأساسي ينصب على العمل بشكل سريع وفعال لإنهاء سفك الدماء ومعالجة الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع.

وذكرت سعادتها أن النزاعات الإقليمية والعالمية الحالية تظهر العواقب الوخيمة المحتملة لإدارة النزاعات دون حلها، لافتة إلى أنه من المهم معالجة الأسباب الجذرية والسعي بفعالية إلى حل النزاعات.

وفي هذا الصدد، تطرقت سعادتها إلى الوضع الحالي في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه يشكل واحدا من عوارض النزاع الإسرائيلي الفلسطيني المستعصي ويبين بوضوح الفرصة الضائعة للحفاظ على السلام.

وقالت سعادتها: "من الواضح أنه في ظل النزاع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا يمكننا منع نشوب النزاع أو تحقيق سلام دائم بتجاهل قضيتي الاحتلال والمستوطنات غير القانونية. وعلى غرار ذلك، فإن فرض سياسات تحرم الشعب الفلسطيني من كرامته الإنسانية وتطلعاته المشروعة إلى الحرية والعدالة والسلام يعوق التقدم".

وشددت سعادتها على أن الحصار الطويل الأمد المفروض على غزة منذ أكثر من 17 سنة يشكل انتهاكا للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية، وأن إهمال حل الدولتين وحرمان الفلسطينيين من حقهم في السلام المستدام لا ينتهك القانون الدولي فحسب، بل يقوض أيضا السلام والأمن الإقليميين والدوليين.

وأوضحت سعادتها أن دولة قطر ستظل ثابتة في التزامها الراسخ بتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وفي جهودها الرامية إلى تعزيز السلام والأمن الإقليميين والدوليين، مضيفة أن الدولة تلعب دورا نشطا في الوساطة بهدف تخفيف حدة الصراع والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأبرزت سعادتها النجاح الملموس الذي حققته جهود الوساطة التي قامت بها دولة قطر في تسهيل تحقيق الهدن الإنسانية التي سمحت بدخول العديد من القوافل الإنسانية وتقديم المساعدات الإغاثية، وتبادل محتجزين من النساء والأطفال، والأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال، مؤكدة مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لتهدئة الأوضاع حتى يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وذكرت سعادتها أن الهدف النهائي هو تهيئة بيئة مواتية لعملية سلام مجدية تؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق سلام شامل وعادل ومستدام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأكدت سعادتها مجددا على الشراكة الراسخة والاستراتيجية لدولة قطر مع الأمم المتحدة في مختلف المجالات، بما فيها تقديم المساعدات الإنسانية، ومنع نشوب النزاعات، وصنع السلام، وبناء السلام، وإطلاق مبادرات التنمية المستدامة.