قطر تدشن فعالية "لحظة التهديف" من أجل التنمية المستدامة

يويورك في 18 سبتمبر /قنا/ دشنت دولة قطر فعالية بعنوان "لحظة التهديف" من أجل التنمية المستدامة بمقر الأمم المتحدة، وذلك في إطار استعداداتها لاستضافة نسخة مستدامة من بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والتي تعد الأكثر صداقة للبيئة في تاريخ بطولات العالم لكرة القدم.

وحضر حفل التدشين الذي أقيم على هامش فعاليات الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كل من سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وفخامة الرئيس غييرمو لاسو رئيس جمهورية الإكوادور، وسعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وسعادة السيد تشابا كوروشي رئيس الجلسة الـ77 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسعادة السيدة أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة.

كما حضر الحفل سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، وسعادة السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث وسعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، إلى جانب عدد من المسؤولين وحضور رفيع المستوى من الأمانة العامة للأمم المتحدة.

والفعالية مستوحاة من قرار الجمعية العامة رقم 76/259، الذي يبرز قيمة كرة القدم في تعزيز التنمية المستدامة والسلام والتسامح والاندماج والعمل المناخي، وتؤكد على أهمية الاتحاد سواء كأشخاص أو أمم عند الاستمتاع بقوة كرة القدم يوم 20 نوفمبر، في افتتاح مونديال قطر، خاصة في ظل الحاجة إلى استخدام هذه القوة من أجل مستقبل أفضل للجيل الحالي وللأجيال القادمة، فضلا عن ضرورة تحقيق الأهداف السبعة عشر لبناء كوكب أكثر استدامة وسلمًا وازدهارًا للبشرية جمعاء.

وافتتح سعادة السيد حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، الحفل الذي شهد أيضا حضور شخصيات رفيعة المستوى تمثل منتخبات البلدان الـ31 الأخرى التي تأهلت إلى نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022.

وقال الذوادي في كلمته، إنه من دواعي سروري أن أرحب بكم نيابة عن دولة قطر، لحدث يثمن ويحتفي بقوة كرة القدم والرياضة، ويساهم في جهود المجتمع الدولي متعددة الأطراف في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكدا أن هذا التجمع يؤذن بإطلاق الفعالية، والتي تقودها دولة قطر ومؤسسة التعليم فوق الجميع، وهي مبادرة مصممة لدمج وتعزيز ورفع مستوى دور كرة القدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأكد الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث أن الرياضة تلعب الآن دورا فريدا في تحقيق طموحات أجندة 2030، قائلا إن "كرة القدم على نحو خاص تكسر الحواجز وتخلق الصداقات وتعزز التفاهم الثقافي. بصرف النظر عن اختلاف هوياتنا أو معتقداتنا أو حالتنا الاقتصادية، فكرة القدم تمس شغفنا وتخرج أفضل ما فينا كأشخاص وبشر بشكل عام. وعندما يتم تسخيرها بشكل مناسب، فهي تحسن حياتنا جميعا بشكل كبير، وتحول عالمنا إلى عالم أفضل. وهذه القوة والروح التغييرية، التي أدركناها منذ فترة طويلة، كانت بمثابة مصدر الإلهام والنور التوجيهي لنا، للسعي لتنظيم أول بطولة كأس عالم في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي".

وأوضح الذوادي أنه أثناء تقديم ملف تنظيم البطولة قمنا بحث الأعضاء المصوتين بقوة على أن "الوقت حان لجلب بطولة كأس العالم إلى الشرق الأوسط"، لافتا إلى أنه مع تبقي نحو 60 يوما على انطلاق البطولة" تدخل بلدنا ومنطقتنا في مرحلة مركزية"، مع قدوم أكثر من مليون شخص للزيارة، كثير منهم للمرة الأولى، بالإضافة إلى مليارات الأشخاص الذين سيكونون على الموعد لمشاهدة البطولة عبر شاشات التلفاز والهواتف، مضيفا أن الزوار والمشاهدين سيتعرفون على بلد ومنطقة يشعران بالفخر بإرثهم وثقافتهم، وسيجد الضيوف الدفء والترحاب، وسيستشعرون الشغف الكبير لأهل قطر والمنطقة بكرة القدم.

ونوه الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث بأن بطولة كأس العالم تجمع بين الناس على نحو ونطاق لا يقوم به أي تجمع أو منصة أخرى، وذلك في عصر يزدهر فيه الكثير من الفرقة والانقسام السياسي، مشددا على أهمية الاعتزاز بالمنصات التي توحد الناس، في ظل التضليل الإعلامي والمعلومات المغلوطة التي تشوه الكثير من الحقائق.

وتابع الذوادي "الآن، سوف يتحقق الإرث الأعظم لكأس العالم من خلال الترابط بين الناس، وسوف تتحقق الدبلوماسية من خلال الروابط التي تنشأ بين شعوب من خلفيات مختلفة إلى حد كبير، وتجربة ثقافاتنا وثقافات أخرى، وإدراك أن ما يوحدنا أكثر أهمية مما يفرق بيننا، والاحتفاء باختلافاتنا ومشاركاتنا الإنسانية المشتركة"، مستطردا "كمجتمع عالمي، من الأهمية بمكان أن ننظر إلى منصات مثل كأس العالم والرياضة بشكل عام من خلال هذه العدسة الأوسع نطاقا وليس من خلال العدسات الضيقة".

وشدد على أن بطولة كأس العالم ملهمة للتقدم الاجتماعي الذي تجلى في الإصلاحات العمالية التي قامت بها دولة قطر على الصعيد الوطني، كما أنها قادت الإبداع من خلال التزام قطر باستضافة الحدث الضخم الأكثر استدامة في التاريخ وخلق إرث إنساني واقتصادي عبر برامج تهدف إلى توفير الأمل والفرص للشباب في المنطقة وخارجها.

ولفت إلى أن مبادرة قطر العالمية لتطوير الرياضة، والمتمثلة في مؤسسة الجيل المبهر، مبنية حول أهداف التنمية المستدامة، وتعمل في أكثر من 40 دولة، وقد حققت بالفعل هدفها المتمثل في الوصول إلى مليون مستفيد قبل كأس العالم، مؤكدا أننا "لم نأل جهدا في سبيل استضافة نسخة كأس عالم تظل باقية في الذاكرة كلحظة فارقة في تاريخ منطقتنا".

وفي الختام، أكد الذوادي أن فعالية "لحظة التهديف" من أجل التنمية المستدامة تعكس رؤية قطر وتوحد الطموح والتضامن الفعلي والحلول لأهداف التنمية المستدامة، مما يمكن من تحقيق الإمكانات الكاملة لكرة القدم.

وتضمن حفل التدشين فيلما قصيرا، ركز على أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، وحدد الموضوعات ذات الصلة من خلال صور وسرد مقنعين، مؤكدا أن العالم سيجتمع يوم 20 نوفمبر المقبل، ليشهد قوة كرة القدم كأداة لتعزيز السلام والتنمية، واحترام حقوق الإنسان، وتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات والشباب والتصدي لتغير المناخ.

وتطرق الفيلم إلى أن مساعدة المجتمع الدولي في منح جميع الناس فرصة للازدهار، والقضاء على الفقر المدقع والجوع وتحسين التغذية وتعزيز نمط حياة أكثر صحة، وتوسيع القدرة على الحصول على المياه ، وتحسين الصرف الصحي، من شأنه أن يعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

واعتبر أن ضمان تحقيق المجتمعات لأهداف التنمية المستدامة يعتمد على توفير التعليم للجميع، وتحقيق المساواة بين الجنسين والمساواة وتمكين جميع النساء والفتيات، وتمكين الأفراد من خلال العمل اللائق والابتكار والبنية التحتية والحد من التمييز عبر العالم.

وركز الفيلم على ضرورة اتخاذ إجراءات لإنقاذ الكوكب من خلال ضمان الوصول إلى طاقة نظيفة وبأسعار معقولة للجميع، فضلا عن بناء مدن ومجتمعات مستدامة، بالإضافة إلى تعزيز الإنتاج المسؤول والاستهلاك والحفاظ على صحة المحيطات والبحار، والتي تعتبر ضرورية لوجودنا.

كما شدد على أهمية تعزيز المجتمعات السلمية والشاملة، وتوفير الوصول للعدالة للجميع، وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة.

وتبرز بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 المقررة خلال الفترة من 20 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر المقبلين، في كونها أول بطولة كأس عالم على الإطلاق تقام في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، فضلا عن أنها ستستقبل وتقرب مليارات البشر من أماكن متفرقة حول العالم، بالإضافة إلى أنها ستبرز الهوية والثقافة المتفردة للمنطقة العربية، كما ستترك تحولات اجتماعية وبشرية واقتصادية وبيئية عميقة.

وتهدف البطولة التي تعد النسخة الأكثر صداقة للبيئة في تاريخ بطولات كأس العالم، إلى تحقيق تقدم ملموس نحو أهداف التنمية المستدامة التي نصت خطة عمل الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة بحلول العام 2030، وتم التأكيد عليها في قرار الجمعية العامة A / RES / 76/259 المعنون "الاتحاد الدولي لكرة القدم، كأس العالم قطر 2022 "، مما يؤكد قدرة كرة القدم على تعزيز السلام والتنمية واحترام حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، والعمل من أجل المناخ.