دولة قطر ترعى حدثا لتعزيز وصول المساعدات والحماية للأطفال المتأثرين من النزاع

نيويورك - المكتب الإعلامي - 24 مايو

 رعت دولة قطر مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكيا وسويسرا وجمهورية الدومنيكان، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، حدثاً جانبيا افتراضياً بعنوان "تعزيز وصول المساعدات الإنسانية والحماية للأطفال المتأثرين من النزاع"، الذي نظمته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة نداء جنيف، على هامش المناقشات السنوية لمجلس الأمن الدولي حول حماية المدنيين.

وسلط الحدث الضوء على الجهود الحالية لتأمين وصول المساعدات الإنسانية، مركزاً على أوجه القصور في الامتثال لالتزامات القانون الدولي الإنساني واستكشاف بعض الأساليب لتحسين وصول المساعدات الإنسانية في حالات النزاع.

واستعرض الحدث، أفضل السبل لتزويد الأطفال في المناطق المتضررة من النزاع بالحماية والخدمات الصحية، بما في ذلك اللقاحات والتعليم، مع إيلاء اهتمام خاص لحالة الفتيات.

وشكل قرار مجلس الأمن الدولي 2601 (2021) الذي كانت دولة قطر من المتبنين الرئيسيين له، مرجعية للنقاط والقضايا التي طرحها المشاركون في الحدث الجانبي، حيث دعا القرار إلى "وصول إنساني كامل وآمن ودون عوائق، دون تأخير، للعاملين في المجال الإنساني والعاملين في المجال الطبي من أجل تسهيل، من بين أمور أخرى، اللقاحات ضد فيروس كورونا"، والتي تم الاعتراف بها على أنها ضرورية لضمان استمرار تعليم الأطفال ورفاههم.

وأكدت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، على أهمية حماية الأطفال من الآثار المدمرة للنزاع وتزويدهم بإمكانية الحصول على التعليم والخدمات الصحية والحماية الشاملة التي هي من الأولويات الرئيسية لدولة قطر.

وقالت سعادتها في كلمة دولة قطر في الحدث، إنه من الأهمية تسليط الضوء على أن الأطفال الذين هم من بين الأكثر تضرراً، والأطفال المتأثرون بالنزاع على وجه الخصوص، هم أيضا الأقل احتمالا للاستفادة من اللقاح والأدوية .

وأضافت أن "الوصول غير المتكافئ إلى اللقاحات هو اعتداء على حقوقهم (الأطفال) المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل والبروتوكولات الاختيارية"، مشددة على أهمية الدور الذي يلعبه التحالف الدولي العالمي للقاحات.

ولفتت سعادتها إلى أن دولة قطر من أوائل الدول في المنطقة التي دعمت التحالف العالمي للقاحات والتحصين، وخاصة لدعم الأطفال في البلدان منخفضة الدخل والبلدان المتضررة من النزاعات.

وفيما يخص التعليم، ذكرت سعادتها أن هناك أكثر من 59 مليون طفل حول العالم محرومون من حقهم الأساسي في التعليم الابتدائي، موضحةَ أن معظم هؤلاء الأطفال يعيشون في أكثر قطاعات المجتمع تهميشا، لا يحصلون على تعليم ابتدائي جيد بسبب العقبات الهائلة التي يواجهونها بما في ذلك الفقر المدقع، أو يعيشون في مناطق متأثرة بالنزاع المسلح، ومحدودية الموارد، وضعف البنية التحتية، والكوارث الطبيعية، أو عوامل أخرى تجعل التعليم بعيد المنال، كما أشارت إلى نقاط الضعف المتزايدة التي تواجهها الفتيات والأطفال ذوو الإعاقة واللاجئون.

وفي هذا السياق، نوّهت سعادتها بأهمية اليوم التاسع من سبتمبر من كل عام ليكون اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجوم، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال القرار الذي قدمته دولة قطر بمقترح من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع.

وشددت سعادتها على الحاجة الملحة والكبيرة لاتخاذ مجموعة من القرارات السياسية بشأن سبل ووسائل تنفيذ القانون الدولي الإنساني وتحسين مراقبة الهجمات على التعليم.

واستعرضت في هذا الإطار، أهداف مؤسسة التعليم فوق الجميع، المتمثلة بالتأثير على تسجيل ما لا يقل عن 10 ملايين طفل خارج المدرسة، ودعم تطوير جودة التعليم، ودعم التعليم وتطوير آليات تمويل مبتكرة لتعزيز استدامة البرنامج، وإبقاء قضية الأطفال خارج المدرسة على رأس جداول الأعمال العالمية والوطنية، وخاصة إنهاء الإفلات من العقاب عندما يتعلق الأمر بالهجمات على المدارس والطلاب والمعلمين.

وذكّرت سعادتها بالتصريح الذي أدلت به صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بمناسبة الاحتفال الأول باليوم العالمي لحماية التعليم من الهجوم، حيث قالت إن "الهجمات تتزايد على التعليم في جميع أنحاء العالم كل عام، مما يحرم ملايين الشباب من المستقبل. وإن الطلاب والموظفين الذين قتلوا أو أصيبوا في هذه الهجمات ليسوا أضراراً جانبية؛ إنهم ضحايا الهجمات المتعمدة، وهم مستهدفون في نفس الأماكن التي يجب أن يكونوا آمنين فيها للتعلم والتعليم. لقد حان الوقت ألّا يتجاوز المجتمع الدولي الدعوات إلى المساءلة وأن يعمل على إيجاد طرق ملموسة لوقف مثل هذه الهجمات".

وبمناسبة اليوم العالمي لحماية التعليم في شهر سبتمبر القادم، أشارت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، إلى فرصة لاتخاذ إجراءات بشأن التنفيذ الكامل والفعال لتدابير حماية التعليم من الهجمات، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2601، وبعد قمة تحويل التعليم التي دعا لها الأمين العام للأمم المتحدة والتي تحظى بدعم دولة قطر.

وفي ختام كلمتها، أعلنت سعادتها عن افتتاح مركز تعزيز وحماية الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح التابع لمكتب الممثل الخاص للأمين العام للأطفال والصراع المسلح في الدوحة.

وأوضحت أن المركز سيعمل على تعزيز المعرفة والمهارات المتعلقة بحماية الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح في المنطقة العربية، ويشجع على جمع المعلومات وتعزيز التعاون الدولي لإنهاء ومنع الانتهاكات ضد الأطفال في النزاعات المسلحة.

وتناول المشاركون في الحدث الجانبي تحديد الأولويات في حماية الأطفال خصوصاً في مناطق النزاع الأكثر تعقيدا مثل أفغانستان وسوريا واليمن، حيث جرى التركيز على العمليات المتعلقة بالتفاوض على وصول المساعدات الإنسانية في حالات النزاع مع ضمان حماية الأطفال، وتوفير التعليم والخدمات الصحية الأساسية، بما في ذلك توزيع اللقاحات.

واستعرض الحدث الإجراءات التي يجب أن تتخذها أطراف النزاع المسلح للالتزام بها، ودور المسؤوليات الدولية والجهات الفاعلة المختلفة، بما في ذلك الدول الأعضاء في المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للأطفال المتضررين من النزاع، كما دعا إلى وضع وتنفيذ استراتيجيات فعالة وعملية من جميع أطراف النزاع وأصحاب المصلحة المعنيين للحفاظ على الوصول إلى السكان المحتاجين.

وسلط الحدث الضوء على التحديات أمام الوصول الآمن للمساعدات وضمان استمرارية التعليم في ظل عوامل عدة منها النزوح وتعطل أنظمة كاملة من الخدمات العامة أو تم إضعافها، علاوة على التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19، وتغيّر المناخ.

وشارك في الحدث سعادة السفيرة أنجي ليندرتس، المندوب الدائم لألمانيا لدى الأمم المتحدة، والسيدة ماري ليكوين، رئيسة أوروبا وآسيا في منظمة نداء جنيف، والسيد كريستيان كاردون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والسيدة أديل خضر، المدير الإقليمي لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والسيد أوريلين بافلر، رئيس قسم المشورة والتخطيط في مجال السياسات بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والسيدة جوانا دارمانين، رئيس وحدة السياسات المواضيعية للمساعدة الإنسانية في أوروبا، وعمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية.

كما شارك في الجلسة الثانية سعادة السفير فيليب كريديلكا، المندوب الدائم لبلجيكا لدى الأمم المتحدة، وسعادة السفير خوسيه بلانكو، المندوب الدائم لجمهورية الدومنيكان، وسعادة السفير بومان، المندوب الدائم لسويسرا لدى الأمم المتحدة بجنيف، وسعادة السيد جيفري ديلورينتيس السفير ببعثة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة.