دولة قطر تؤكد بذلها جهودا حثيثة عن طريق الوساطة المستندة إلى ميثاق الأمم المتحدة لحل النزاعات في القارة الإفريقية

نيويورك – المكتب الإعلامي - 20 مايو

أكدت دولة قطر أنها بذلت على مدى السنوات الماضية جهودا حثيثة عن طريق الوساطة المستندة إلى ميثاق الأمم المتحدة، لمنع وحل النزاعات في القارة الإفريقية، بالتنسيق مع مجلس الأمن.

كما أكدت دولة قطر أن ذلك جاء إسهاما منها في معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات وتحقيق الأمن والسلام والتنمية في القارة الإفريقية، وفي إطار شراكة دولة قطر الاستراتيجية مع الأمم المتحدة، حيث أفضت جهود الوساطة الدبلوماسية القطرية إلى حل عدد من النزاعات في إفريقيا، وآخرها استئناف العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصومال وجمهورية كينيا، وبما يعزز الاستقرار في القارة الإفريقية.

جاء ذلك في بيان وجهته سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن حول /السلام والأمن في إفريقيا: معالجة الأسباب الجذرية للنزاع وتعزيز الانتعاش بعد الوباء في إفريقيا/.

ونوهت سعادتها بأن مواصلة مجلس الأمن بحث الوسائل الكفيلة بالتصدي للأسباب الجذرية للنزاعات يعكس مدى آثارها على التنمية بأبعادها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، والحاجة الماسة للاستجابة الشمولية والمنسقة والفعالة كنهج متكامل للحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

كما أشارت إلى أن القارة الإفريقية تزخر بإمكانيات كبيرة ومتنوعة، إلا أن تفاقم وإطالة أمد النزاعات التي تواجهها يلقي بظلاله السلبية على خططها الطموحة وبرامجها التنموية والإنسانية، وبالتالي فإن من بالغ الأهمية تكاتف المجتمع الدولي لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات في القارة ومساعدتها للتركيز على تنفيذ جدول أعمال الاتحاد الإفريقي 2063 وأجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.

ولفتت سعادتها إلى أنه في الوقت الذي تعكف فيه الدول الإفريقية، ضمن إطار الاتحاد الإفريقي، على مواجهة أخطار النزاعات المسلحة وتحديات استدامة الأمن والاستقرار والتنمية، شكلت جائحة كورونا /كوفيد - 19/ عبئا إضافيا وألقت بآثارها على كافة مناحي الحياة، إلا أنها أفرزت دروسا وحافزا إضافيا نحو تعزيز التعاون بين دول القارة للنهوض بالأجندة الإفريقية الواعدة، وتحقيق التعافي الشامل، من خلال تطوير السياسات التنموية المستدامة بأبعادها المختلفة، وتعزيز الترابط بين أنشطة حفظ وبناء السلام، وبما يسهم في معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات.

وأشارت إلى أنه في هذا الإطار، يقع على عاتق المجتمع الدولي في الوقت الراهن مساعدة الدول الإفريقية لتعزيز نظمها ومؤسساتها الصحية والحصول على اللقاحات، "ونعيد التأكيد هنا على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2565 بتاريخ 26 فبراير الماضي بشأن وقف إطلاق النار في جميع مناطق الصراع لإتاحة توفير التطعيم، ودعم مرفق /كوفاكس/ لتوفير اللقاحات للشعوب الأكثر حاجة للمساعدة، وذلك انطلاقا من حقيقة أن الجائحة تشكل تحديا للجميع وأن التصدي لها يجب أن يكون عالميا وبتعاون الجميع".

وأوضحت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أنه - استجابة للتحديات التي تواجه أقل البلدان نمواً والتي تضم بلدانا من القارة الإفريقية - لتحقيق التنمية المستدامة، ستستضيف دولة قطر مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً، من أجل تلبية احتياجاتها، ودعم مسيرتها لتحقيق التنمية فيها للسنوات العشر القادمة، وبما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة 2030. وضمن نفس السياق، هناك تعاون بين صندوق قطر للتنمية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وألمانيا لبناء أكبر وأسرع شبكة معلوماتية في العالم حول تحديات التنمية هي شبكة مختبرات Accelerator، التي تنشط حالياً في ثمانٍ وسبعين دولة، معظمها من أقل البلدان نمواً والبلدان النامية غير الساحلية في إفريقيا، بهدف معالجة تحديات التنمية بشكل أكثر فعالية وكفاءة.

وأفادت سعادتها بأنه في إطار الجهود الدولية للقضاء على الأوبئة، وقع صندوق قطر للتنمية اتفاقية مع منظمة الصحة العالمية لمشروع مدته ثلاث سنوات يهدف إلى القضاء على أمراض المناطق المدارية وغيرها من الأمراض في 49 دولة إفريقية، يستفيد منها ما يصل إلى 400 مليون شخص.

وأشارت إلى أنه إدراكاً بأن التعافي من الجائحة في إفريقيا لا يتحقق إلا بتعافي الجميع، بادرت دولة قطر بتقديم مساعدات طبية عاجلة إلى أكثر من ثمانٍ وسبعين دولة حول العالم لمساعدتها في التصدي للوباء، حيث بلغ إجمالي المساعدات الحكومية وغير الحكومية ما يفوق ثمانية وثمانين مليون دولار أمريكي. كما تم تخصيص مساهمة بإجمالي عشرين مليون دولار للتحالف العالمي للقاحات والتحصين، بالإضافة إلى توقيع صندوق قطر للتنمية في مارس الماضي 2021 على اتفاقية مساهمة أساسية مع منظمة الصحة العالمية بقيمة عشرة ملايين دولار أمريكي لدعم برنامج عمل العام الثالث عشر للمنظمة، ومبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة فيروس كورونا في الدول الأكثر احتياجا.

وأوضحت أنه، وضمن هذا التوجه، قامت الخطوط الجوية القطرية بإجلاء أكثر من ثلاثة ملايين شخص لديارهم، وإيصال المعدات الطبية الأساسية، كما تم توقيع مذكرة تفاهم في فبراير 2021 بين الخطوط الجوية القطرية ومنظمة /اليونيسيف/ لدعم مبادرة المنظمة للشحن الجوي الإنساني، وستقوم الخطوط القطرية بنقل اللقاحات والأدوية والأجهزة الطبية والإمدادات الحيوية لضمان الوصول السريع والمنصف للقاحات في كل مكان بما فيها دول القارة الإفريقية، والالتزام بدعم مرفق /كوفاكس/ لإتاحة لقاحات /كوفيد - 19/ على الصعيد العالمي.

وفي ختام بيانها أكدت سعادتها أن دولة قطر ستواصل شراكاتها في إطار الأمم المتحدة للتصدي للأسباب الجذرية للنزاعات، والوفاء بمسؤولياتها الرامية لحفظ السلم والأمن في القارة الإفريقية والعالم.