قطر تؤكد على ضرورة المشاركة الكاملة والفعالة للمرأة في جميع جهود السلام

نيويورك في 11 مارس /قنا/ أكدت دولة قطر على ضرورة ضمان مشاركة المرأة الكاملة والفعالة في جميع جهود السلام حتى أثناء الأزمات، مثل جائحة /كوفيد -19/.

جاء ذلك في كلمة افتتحت بها سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة ندوة افتراضية نظمها مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بمناسبة يوم المرأة العالمي، تحت عنوان "دور المرأة في السلام على المستوى العالمي والمحلي"، وشاركت فيها سعادة السيدة جاكلين أونيل، سفيرة كندا للمرأة والسلام والأمن، وسعادة السيدة فاطمة جيلاني، عضو فريق مفاوضات السلام الأفغاني في الدوحة.

وقالت سعادة الشيخة علياء، إن استراتيجية دولة قطر بشأن المرأة في بناء السلام هي استراتيجية شاملة، مؤكدة ارتباط هذه الاستراتيجية بالتنمية المستدامة والتمكين الاقتصادي للمرأة لتوفير الظروف المواتية للاستقرار والأمن والازدهار للجميع.

وذكرت أن قرار مجلس الأمن الدولي (1325 ) يشكل إطاراً معيارياً قوياً للتعامل مع النساء وبناء السلام، موضحة أن القرار بركائزه الأربع المتعلقة بالوقاية والمشاركة والحماية وبناء السلام والتعافي، هو أساس السلام وقد أدى إلى إجراءات لا مثيل لها من قبل الدول الأعضاء وكيانات الأمم المتحدة والمجتمع المدني على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية.

وأشارت سعادتها إلى الدراسة العالمية لعام (2015) بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن، التي مولتها دولة قطر، حيث كشفت عن الفجوة بين الأطر المعيارية والتنفيذ على أرض الواقع. وقالت إن "السبب الرئيسي يعود إلى الافتقار للإرادة السياسية والمساءلة والموارد ووجود حواجز مؤسسية".

وأكدت على الحاجة لضمان تنفيذ الصكوك الدولية الحالية لحماية النساء وإشراكهن في أوقات النزاع وبناء السلام، مشددة على ضرورة ضمان مشاركة المرأة الكاملة والفعالة في جميع جهود السلام حتى أثناء الأزمات، مثل جائحة كوفيد- 19 .

ولفتت في هذا السياق، إلى التراجع في التقدم الذي تحقق في مجال حقوق المرأة أثناء الجائحة على جميع المستويات، بما في ذلك أجندة السلام والأمن.

وتابعت سعادتها مؤكدة على الاعتراف بدور المرأة في بناء السلام وعلى ألّا تكون مهمة محدودة الوقت أو مقتصرة على مجموعة من الجهات الفاعلة، قائلة "إنها مهمة ومسؤولية مشتركة بين الجميع وفي كل الأوقات".

وشددت على الدور الرئيسي الذي تلعبه النساء في التوسط في السلام واستدامته لكنها حذرت في الوقت ذاته من غياب وتهميش النساء عن طاولة المفاوضات، سواء على المستويات الدولية أو الوطنية.

وأكدت الحاجة إلى الجمع بين المشاركين بشكل مباشر في النزاع إلى طاولة المفاوضات -رجالاً ونساءً على حد سواء- بدلاً من الاعتماد على خبراء أجانب، مؤكدة على الحاجة إلى وسطاء أكثر من المنطقة المتضررة.

ولفتت إلى أهمية استثمار قدرة الوساطة لتوفير مهارات التفاوض والتدريب والدعم اللوجستي والوساطة للنساء لمساعدتهن على المشاركة الكاملة والهادفة في عمليات بناء السلام، وفي هذا الإطار أشارت إلى بروز قيادات نسائية قوية في مفاوضات السلام بأفغانستان والسودان على سبيل المثال.

ونوّهت سعادتها باستراتيجية دولة قطر، التي تعتبر تعزيز العدالة الانتقالية للمرأة في غاية الأهمية، مشيرة إلى دور دولة قطر في تيسير وتسهيل إنشاء الآلية الدولية المحايدة والمستقلة من خلال تقديم الدعم المالي لها، من أجل المساعدة في التحقيق مع الأشخاص المسؤولين عن أخطر الجرائم التي ارتكبت في سوريا منذ عام (2011) انتهاكاً للقانون الدولي.

وأشارت إلى الدور الذي يلعبه المعهد الدولي للتحقيقات في إطار المساءلة والعدالة الجنائية، حيث يقوم بدور مهم في الدعم المستقل والحيادي للتحقيق في العنف الجنسي والجرائم القائمة على النوع الاجتماعي وفي دعم مقاضاة مرتكبي هذه الجرائم. وقالت "إنها خطوة ثمينة نحو العدالة الانتقالية للمرأة في سوريا، ودولة قطر تساعد بكل وسيلة ممكنة لضمان نجاحها".

وفي ختام كلمتها، حذرت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، من استبعاد الشابات من عملية بناء السلام، مؤكدة أن الشباب هم عناصر أساسية لبناء السلام والحفاظ عليه.

وأشارت إلى المؤتمر العالمي رفيع المستوى حول عمليات السلام الشاملة للشباب الذي ستستضيفه دولة قطر في النصف الأول من عام 2022، والذي سيناقش إدماج النساء الشابات في عمليات السلام ومشاركتهن بشكل هادف، وكيفية بناء الجسور بين الشباب .