دولة قطر تجدد التأكيد على مساعيها لدعم استعادة الأمن والسلام في أفغانستان

نيويورك في 11 ديسمبر /قنا/ أعربت دولة قطر عن اعتزازها بالدور الذي تضطلع به في سياق الجهود الدولية الرامية إلى مساعدة الأشقاء في أفغانستان على التوصل إلى السلام المنشود، من خلال قيامها بدور الوساطة، وذلك بدعم من الدول الصديقة وعلى رأسها الولايات المتحدة. وأكدت على أن مساعيها لدعم استعادة الأمن والسلام والازدهار في أفغانستان تعكس سياستها الخارجية الراسخة التي تولي أهمية لتعزيز تسوية المنازعات بالسبل السلمية والوساطة.

جاء ذلك في بيان أدلت به سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ(75) حول /الحالة في أفغانستان/.

وقالت سعادتها، إن "مساعي دولة قطر لدعم استعادة الأمن والسلام والازدهار في أفغانستان تعكس سياستها الخارجية الراسخة التي تولي أهمية لتعزيز تسوية المنازعات بالسبل السلمية والوساطة، التي نجحنا من خلالها في تحقيق إنجازات هامة بالتعاون مع شركائنا الدوليين".

وأشارت إلى استضافة دولة قطر مفاوضات السلام الأفغانية في سبتمبر الماضي، واعتبرتها "خطوة هامة نحو تحقيق التسوية السياسية الشاملة المرجوة في أفغانستان ووضع حد لحالة العنف والمعاناة الإنسانية وتمهيد الطريق أمام الاستقرار والازدهار الدائمين".

وتابعت سعادتها، بأن تلك الخطوة الهامة أتت على إثر المساعي الحثيثة المتواصلة من قبل وساطة دولة قطر خلال الفترة الماضية لجمع الأطراف على مائدة الحوار، بما فيها استضافة الدوحة لمؤتمر الحوار الأفغاني في يوليو من العام الماضي بمشاركة ممثلين عن الأطياف الأفغانية والأحزاب السياسية والمجتمع المدني وبمشاركة نسائية متميزة.

وأوضحت أن التقدم المتمثل في انطلاق مفاوضات السلام الأفغانية ارتكز على الإنجاز الهام الذي تحقق من خلال اتفاق سلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في الدوحة في 29 فبراير الماضي، وتوج الجولات العديدة للمفاوضات بين الجانبين في الدوحة، حيث وصفاها بالخطوة الهامة نحو إنهاء الحرب وفتح الباب أمام المفاوضات بين الأطراف الأفغانية. وقالت إن "الاتفاق شكل حافزا إضافيا لجهود الوساطة".

وأضافت أنه "رغم التحديات بسبب التدابير الاحترازية من جائحة فيروس كورونا، استمرت وساطة دولة قطر في دفع الحوار بين الأطراف الأفغانية، وتمكنت في الصيف الماضي من التوصل إلى وقف إطلاق النار في عيدي الفطر والأضحى المباركين، وكذلك إنجاح عملية تبادل الأسرى بين حكومة جمهورية أفغانستان الإسلامية وحركة طالبان".

ولفتت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، إلى أن هذه العملية لن تكون مستدامة إلا إذا كانت شاملة للجميع وترتكز على توافق واسع في الآراء، وتضمن الحقوق والمشاركة الكاملة لجميع فئات الشعب الأفغاني، بمن فيهم النساء والفتيات والشباب والأقليات.

وأضافت أن "الشعب الأفغاني قطع شوطا طويلا نحو تحقيق تطلعاته لبناء دولة المؤسسات التي تنعم بالأمن والتقدم"، مؤكدة حاجة الأفغان إلى دعم المجتمع الدولي من أجل الحفاظ على هذه المكتسبات، واستكمال المرحلة الانتقالية، والتغلب على التحديات العديدة التي تواجه الأمن والتنمية المستدامة والاقتصاد.

وفي هذا السياق، أشادت سعادتها بالدور المحوري لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة لأفغانستان (يوناما)، معربة عن تقديرها للدور الهام لدول الجوار والدول الصديقة، سواء في التعاون والتنسيق مع جمهورية أفغانستان الإسلامية، أو تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية وتقديم الخبرات والدعم الفني.

كما أكدت سعادتها أن دولة قطر تبنت مشروع القرار المطروح أمام الجمعية العامة، الذي يرحب بجهود الأطراف الأفغانية لتيسير مفاوضات السلام الأفغانية التي ترعاها دولة قطر، قائلة إن "هذا يساهم في تشجيع تلك العملية الهامة للغاية، حيث نشهد من خلال دورنا كميسر للمحادثات بين الأطراف الأفغانية، الحكومة وطالبان، أنهم مقبلون على عملية السلام بمستوى عال من الحرص والإدراك لضرورة إنهاء حالة الحرب وتحقيق السلام الدائم".

وفي الختام أكدت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، على أن دولة قطر لن تدخر جهدا بالتعاون مع الشركاء الدوليين لإنجاح مفاوضات السلام وتحقيق الأهداف المرجوة منها، وتواصل تضامنها مع الشعب الأفغاني ودعم تحقيق تطلعاته في ترسيخ السلام والاستقرار والازدهار.