السفيرة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني: قطر حاضرة بقوة في الأمم المتحدة

الدوحة – المكتب الإعلامي - 17 مايو

أكدت سعادة السفيرة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أن دولة قطر حاضرة بقوة، بفضل السياسة الحكيمة لقيادة الدولة، في أغلب أنشطة أجهزة الأمم المتحدة، وفي المجموعات الإقليمية والدولية الناشطة في القضايا التي تقع ضمن أولويات السياسية الخارجية لدولة قطر.

وقالت سعادتها في مقابلة، مع مجلة الدبلوماسي، التي يعدها المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية، إن اختيار الأمم المتحدة لدولة قطر لفتح مكاتب لأجهزتها ومنظماتها يحمل رسالة بالغة الأهمية والدلالة بأن دولة قطر في صدارة دول المنطقة التي يُعّولُ عليها كشريك فاعل وموثوق به للأمم المتحدة في مواجهة التحديات وآثارها في المنطقة، وإن الاستقرار والرخاء ومساحة الحريات في الدولة يتيح لتلك المنظمات العمل بحرية واستقلالية، وبما يتماشى مع المعايير المعتمدة في الأمم المتحدة.

وشددت سعادتها على أن دولة قطر ركيزة أساسية في التعاون الدولي لتقاسم الأعباء، وتمكين الأمم المتحدة من القيام بمهامها وتحقيق أهدافها، استناداً لميثاق الأمم المتحدة.

وأشارت إلى أنه يمكن تلمس حضور دولة قطر وإسهاماتها الإيجابية في المجالات السياسية والإنسانية والاجتماعية التي تهم المجتمع الدولي، ودورها في تعزيز السلم والأمن الدوليين وحقوق الإنسان، وتنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية 2030، ومواجهة آثار تغير المناخ، ومكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف، وحوار الحضارات والثقافات والأديان، والتعليم، والشباب والمرأة والطفل، والإغاثة الإنسانية، وفي الوساطة لتسوية النزاعات بالطرق السلمية، حيث أضحت جهودها والنتائج المبهرة التي تحققها موضع إعجاب وتقدير العالم.

وقالت سعادة السفيرة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني: "لعل آخر إنجاز كبير للدولة توقيع الولايات المتحدة وطالبان الأفغانية في نهاية شهر فبراير في الدوحة اتفاق للسلام، بعد أربعة عقود من الحروب القاسية، كما يُسجل لدولة قطر أنها طرف في عدد كبير من المعاهدات والاتفاقيات والصكوك الدولية، ولها دور مشهود له في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، وعليه، فإن الوفد الدائم لدولة قطر في الامم المتحدة ينشط في جميع المسائل التي تقع ضمن أولويات السياسة الخارجية للدولة".

ولفتت سعادتها الى تكليفها بصفتها المندوب الدائم لدولة قطر، من قبل الأمم المتحدة بالعديد من المهام الأساسية للمنظمة الدولية والتي تهم الدول الأعضاء.

وقالت إن تعيينها كأول امرأة مندوبا دائما في جنيف ونيويورك هو تكريم للمرأة القطرية من لدن قيادة الدولة، ورسالة تؤكد حجم الثقة بقدراتها، والمسؤوليات الملقاة عليها، "وهو ما يُحمَّلني مسؤولية إضافية للإيفاء بهذه المهمة، والوفاء لقيادتنا".

وأضافت أن "المكانة الدولية التي حققها حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى للدولة تضعنا أمام مسؤولية كبيرة للحفاظ على هذه المكانة، حيث تمكَّن سموه بجدارة من وضع دولة قطر في مصاف الدول المؤثرة في العالم، ومواصلة مسيرة الازدهار والتقدم في مختلف المجالات، وهو ما يدفعنا لبذل أقصى جهودنا لكي نحافظ على مكانة بلدنا وسمعتها، التي أصبحت موضع احترام وتقدير الجميع".

وأشارت إلى أن نجاح الدبلوماسية القطرية، بقيادة سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ولا سيما خلال فترة الحصار، مؤكدة أن "الدفاع عن مصالحنا، يثير الإعجاب، وقد بات نهجا لدبلوماسيتنا".

وأوضحت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أن الوفد الدائم اعتمد استراتيجية رصينة، تستند إلى سجل دولة قطر ومكانتها وثقة العالم بها، للرد على الاتهامات الفارغة المحتوى التي كانت تحاول دول الحصار توجيهها للدولة، "حيث قمنا بالتصدي بقوة، وبالحجة والأدلة الدامغة، على أية محاولة لتلك الدول لإقناع الدول الأعضاء بالمزاعم التي أثيرت".

وأضافت أن الوفد الدائم استطاع، من خلال عرض موقف قطر السياسي والقانوني الرصين، تفنيد مزاعم وأباطيل دول الحصار، هذا إلى جانب إجراء لقاءات مع وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية الموجودة في نيويورك وفي مقر الأمم المتحدة، وهو ما زاد من ضعف موقف دول الحصار.

وتابعت سعادتها بالقول: "هناك مقولة متداولة في أروقة الأمم المتحدة، وهي أننا في دولة قطر "نقول ونفعل"، على خلاف دول الحصار التي "تقول ولا تفعل"".. متحدثة عما تقوم به دولة قطر عمليا في تجفيف منابع الإرهاب، ومشددة على أن الأزمة عززت بشكل كبير من مكانة دولة قطر على الساحة الدولية، حيث ساعد الموقف القانوني والسياسي السليم لدولة قطر في أن يرى العالم مدى احترامها للقانون الدولي والمواثيق الدولية، ودورها في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم.

وتحدثت سعادتها عن العمل متعدد الأطراف، حيث كانت دولة قطر عضواً في مجلس حقوق الإنسان، وكانت أيضاً عضواً في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، وعضواً في مجلس الإدارة لمنظمة العمل الدولية، وهذه العضوية تمثل طموحاً لكل دولة تريد أن تبرز في العمل الدولي المتعدد الأطراف، وتُمثل تحدياً ينبغي مواجهته والنجاح فيه.

وقالت سعادة السفيرة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني إنه، وتقديراً لمكانة دولة قطر في الأمم المتحدة وعلى المستوى الدولي، "فقد تم تكليفي، كمندوب دائم لدولة قطر، إلى جانب المندوبة الدائمة للسويد، بمهمة أساسية من قبل رئيس الجمعية العامة، لقيادة المفاوضات الحكومية الدولية لصياغة واعتماد إعلان سياسي لقادة العالم بهذا المناسبة، حيث سيتم اعتماد الإعلان في الاجتماع الرفيع المستوى، بمشاركة رؤساء الدول والحكومات، بتاريخ 21 سبتمبر 2020".

وتناولت المقابلة العديد من القضايا التي تهم حقوق الطفل، وتمكين المرأة من تبوؤ مراكز قيادية، والعديد من القضايا الأممية، ودور قطر فيها.