الدوحة في 14 مايو /قنا/ أكدت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، على الأهمية الكبيرة التي يكتسبها منتدى الدوحة كل عام، لا سيما في هذه الدورة التي يناقش خلالها الاستقرار والتنمية واللاجئين باعتبارها من قضايا الساعة على مستوى العالم.
وأوضحت سعادتها، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، أن العالم يعيش اليوم أزمات مختلفة ومعقدة أدت إلى موجة جديدة من اللجوء، يعاني خلالها اللاجئون مشاكل وصعوبات جمة، اجتماعية واقتصادية، مشيرة إلى أنه للقضاء على هذه الحلقة المفرغة من الأزمات والعنف والقتل، لا بد من معالجة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بها.
وشددت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، على أن كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى التي افتتح بها منتدى الدوحة السابع عشر اليوم، قد سلطت الضوء بشكل واضح وجريء، على العديد من القضايا المهمة، ومنها قضية اللجوء والأزمة العالمية للاجئين، وعلى رأسها قضية اللاجئين الفلسطينيين.
ونوهت أن سموه "حفظه الله" قد نبه لأهمية معالجة هذه الأزمة من خلال إيجاد حل عادل وسلمي للقضية الفلسطينية، وانعكاساتها بالنسبة لوضع اللاجئين الفلسطينيين.
وبينت سعادتها أن كلمة سمو الأمير المفدى قد تحدثت عن الوضع في سوريا ومعاناة الشعب السوري الشقيق على مدى 6 سنوات، لمجرد أنه طالب بمبادئ أساسية تعد من أساسيات الحياة، كالعيش بكرامة وعدالة، وبمبادئ أساسية لحقوق الإنسان، لكنه فوجئ، أي الشعب السوري، بكم هائل من العنف والقتل من قبل نظام شرس لا يعرف أو يلتزم بالقوانين والمواثيق الدولية التي تضمن كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية.
ولفتت إلى أن كلمة سمو الأمير المفدى سلطت الضوء في هذا السياق أيضا على ضرورة إيجاد حل للأزمة السورية "حل ينصف هذا الشعب الذي تعرض للظلم على مدى 6 سنوات ماضية".
وقالت إن قطر دولة معطاءة فيما يتعلق بالجانب الإنساني، مبينة أن ذلك يتضح في جميع المجالات، من حيث الاستجابة لأوضاع اللاجئين في العالم وللحالات التي تتعرض فيها الدول للنزاعات أو الكوارث الطبيعية.
ونوهت أن قطر من أوائل الدول التي تتحرك على المستوى العالمي لتقديم الدعم الإنساني، أو بشكل ثنائي أو جماعي متعدد، وعبر الأمم المتحدة أيضا.
وأوضحت أن كلمة سموه سلطت الضوء كذلك على قضية مهمة تتمثل في مواجهة الإرهاب والتطرف، ونبهت إلى أن هذه القضية لا يمكن معالجتها من النواحي الأمنية والعسكرية فحسب، وإن كانت ضرورية، ولكن لا بد من معالجة الأسباب الجذرية لها والمتمثلة في عمليات الإقصاء والتهميش وانعدام العدالة الاجتماعية وانتشار الفساد.
وشددت على أن من شأن معالجة هذه الظواهر والأسباب، إيجاد المناخ المناسب للشعوب كي تتنفس وتستقر.
كما شددت على أن دولة قطر لا تكتفي في إطار سياساتها بلعب دور الوسيط فقط لحل النزاعات، ولكنها تسعى دائما بعد انتهاء الصراعات وبسرعة، إلى تقديم المساعدات الإنمائية حتى تقف الدول على أرجلها من جديد، وحتى تمكن من تهيئة الأجواء المناسبة للبناء والاستقرار، وتحقيق البيئة المواتية والمستقرة للتنمية المطلوبة، لافتة إلى أن كل ذلك قد ظهر جليا في العديد من الدول.
وأكدت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في ختام تصريحها لـ"قنا" أن منتدى الدوحة يوفر كل عام مناخا إيجابيا مفعما بالنقاشات والحوارات الهامة، ويخرج بتوصيات يقوم المشاركون بحملها والعمل ومواصلة الجهود لتنفيذها على أرض الواقع.