قالت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، إن القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية التي ستعقد في الدوحة تعتبر أول اجتماع رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة يُعقد خارج نيويورك أو جنيف وذلك وفقاً للنظام الداخلي للجمعية العامة للمنظمة الدولية.
وأكدت سعادتها في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أن انعقاد القمة بالدوحة يعكس مكانة دولة قطر كشريك استراتيجي فاعل للأمم المتحدة، وقالت: "في غضون أيام قليلة، تفتح الدوحة مجددًا أبوابها أمام العالم، مسترشدةً بالتزامها الراسخ بالتضامن الدولي والتعاون متعدّد الأطراف، وأضافت: ترحّب دولة قطر بالمجتمع الدولي مجددًا في الدوحة، المدينة التي أصبحت رمزًا للحوار والشراكة والأمل.
وأضافت: من المؤتمر الدولي لتمويل التنمية عام 2008 لمراجعة تنفيذ توافق مونتيري، إلى مؤتمر الأطراف الثامن عشر بشأن تغيّر المناخ عام 2012، مرورًا بمؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر للتجارة والتنمية (الأونكتاد 13)، ووصولًا إلى المؤتمر الخامس للأمم المتحدة المعني بأقل البلدان نموًا عام 2023، كانت هذه المحطات مجرد لمحات من العديد من قمم ومؤتمرات الأمم المتحدة التي استضافتها الدوحة، والتي كان هدفها المشترك تعزيز الازدهار المشترك وتحقيق التنمية المستدامة للجميع.
وتابعت سعادتها: يعود العالم إلى الدوحة اليوم للمشاركة في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، التي ستُعقد من الرابع إلى السادس من نوفمبر 2025، في لحظة حاسمة لتجديد الوعود التي قُطعت لأول مرة في كوبنهاغن قبل ثلاثة عقود، ووضع رؤى وحلول جريئة من أجل التنمية الاجتماعية.
وأشارت إلى مشاركة أكثر من ثمانية آلاف من ممثلي الدول الأعضاء، والأمم المتحدة، إلى جانب ممثلي الجهات المعنية ذات الصلة، بما في ذلك البرلمانيون، ومنظمات المجتمع المدني، والشباب، والأوساط الأكاديمية، وممثلو العمال وأصحاب العمل، والقطاع الخاص في القمة، لتجديد التزامهم المشترك بالعدالة الاجتماعية، وتحويل هذا الالتزام إلى إجراءات ملموسة تضع الإنسان في صميم عملية التنمية المستدامة.
ولفتت إلى أن في صميم هذه القمة التاريخية يكمن "إعلان الدوحة السياسي"، الذي يُعدُّ نداءً عالميًا للعمل، يُجدّد التزام الحكومات بتهيئة بيئة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية وقانونية تمكينية، من أجل تحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة للجميع.
وأشارت سعادتها إلى أن فعاليات رئيسية ستُقام خلال القمة وستستثمر فرصة هذا التجمع العالمي، من أبرزها الاجتماع الأول لقادة "التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر". كما ستشهد القمة محطة نوعية من خلال انعقاد "منتدى الدوحة للحلول من أجل التنمية الاجتماعية"، الذي يُعد لحظة تحوّل نحو تبنّي مبادرات عملية مبتكرة إلى جانب عقد فعاليتين رئيسيتين هما: منتدى القطاع الخاص ومنتدى المجتمع المدني، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الأخرى التي ستُقام في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، المجهّز بأحدث التقنيات.
وركزت المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، على أن الدوحة تترسخ مرة أخرى كرمز للتضامن العالمي، حيث تتحوّل الالتزامات إلى إلهام، والشراكات إلى قوة دافعة نحو التقدّم، لتتجسّد الرؤية المشتركة لمستقبل شامل ومستدام يسوده السلام والازدهار للجميع.