الوفد الدائم لدولة قطر بنيويورك يرعى حدثاً حول الصحة الرقمية للأطفال الذين يعانون من تأخر النمو والإعاقة

نيويورك - المكتب الإعلامي - 14 مايو

برعاية الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة وبعثتي بولندا وتركيا ومؤسسة "التوحد يتحدث" ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وجامعة حمد بن خليفة، تم تنظيم حدث افتراضي لبحث ومناقشة موضوع الصحة الرقمية للأطفال الذين يعانون من تأخر النمو والإعاقة" خلال هذا العام، على اعتبار أن تطبيقات الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي تساهم في تحديد وتقييم احتياجات الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو والإعاقة وتقديم الرعاية والدعم والتدخل بعد تشخيص الحالات في وقت مبكر.

قدم الحدث فرصة لاستكشاف أخر إمكانيات اكتشافات وابتكارات التكنلوجيا في مجال الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي، كما وفر فرصة لتبادل الخبرات وتقديم الاقتراحات، حيث شارك فيه خبراء وعلماء وممثلو حكومات في مجال الصحة ومن منظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة. 

وأكدت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في كلمة افتتحت بها الحدث، على أن من أولويات دولة قطر دعم الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو والإعاقة، وقالت "نريد أن نرى هؤلاء الأطفال يحصلون على نفس البداية في الحياة مثل أي طفل آخر، أو كبالغين يتمتعون بنفس الفرص ويعيشون حياة سعيدة وصحية ومستقلة داخل مجتمعاتهم".

ولفتت سعادتها إلى أن دولة قطر كانت من أوائل الدول على مستوى المنطقة والعالم التي صادقت في عام 2008 على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي تم اعتمادها في عام 2006.

وأشارت إلى أن دولة قطر من الدول القليلة في المنطقة التي لديها قوانين وسياسات ومؤسسات مناسبة للاستجابة الكاملة لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز اندماجهم الكامل في المجتمع.

وأفادت سعادتها، بأن دولة قطر قد أثبتت ريادتها في البحث والتطوير والابتكار الذي يعود بالنفع على الأشخاص ذوي الإعاقة. وفي هذا الإطار نوّهت بالبحث الرائد الذي جرى في جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حول الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي كمحركين رئيسيين للابتكار في العديد من الصناعات، موضحة أن القدرات البحثية لجامعة حمد بن خليفة تعمل على إدخال مبتكرات التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي على تحسين مدى التعلم والانتباه للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.

والحدث الذي أدار جلساته الدكتور أندي شيه، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي العلمي في مؤسسة التوحد يتحدث, شاركت فيه الدكتورة لوي بيارسون، المدير المعاون لبرامج الصحة في اليونيسف، والدكتورة دينا آل ثاني، الأستاذ المساعد ومدير البرامج متعددة التخصصات في كلية العلوم والهندسة بجامعة حمد بن خليفة، والدكتورة جوليا بارش موريس، الأستاذ المساعد في علم النفس بجامعة بنسلفانيا، والدكتورة جيرالدين داوسون، أستاذة قسم علم النفس وعلم السلوك، ومدير مركز التوحد وتطور الدماغ في جامعة ديوك، والدكتورة مروة قراقع، الأستاذ المساعد في جامعة حمد بن خليفة.

واستعرضت الدكتورة دينا آل ثاني البرنامج الذي عملت وتعمل عليه في جامعة حمد بن خليفة في التعامل مع الأطفال الذين يعانون من التأخير في النمو والإعاقة، والابتكار الذي توصلت إليه مع فريقها في الجامعة.

واستنتجت إلى أنه في ظل التطورات التي حدثت في مجال الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتطورات التكنولوجية الأخرى مثل واجهة الدماغ والحاسوب ومعالجة اللغات الطبيعية والتعرف على الصوت والصورة، بات لدى العالم فرصة أكبر ليكون أكثر شمولاً.

وذكرت أن جامعة حمد بن خليفة واليونيسف ومؤسسة التوحد يتحدث، يخططون لإنشاء منصة "عالمية للصحة الرقمية للأطفال الذين يعانون من تأخر النمو والإعاقة". 

أوضحت الدكتورة الكتورة دينا آل ثاني ، أن الهدف من المنصة العالمية، هو تعزيز الخدمات الصحية والابتكارات. وذكرت أن من شأنها أن توفر مجالات لتحديد وتقدير حاجة الأطفال الذين يعانون من تأخر النمو والإعاقة، كما أنها توفر فرصة للرصد والتدخلات، وقد تساهم في تطوير المزج بين المعرفة الطبية والحلول التي تقدمها التكنلوجيا.

واستعرضت الدكتورة مروة قراقع، الأستاذ المساعد في جامعة حمد بن خليفة، الإمكانيات التي من الممكن أن تقدمها تطبيقات الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي لتحديد قدرات الذكاء والوعي والذاكرة وفي تشخيص الاضطرابات العقلية المبكرة، وتقديم حلول خاصة بصحة الطفل.

وخلصت إلى القول "إنه مع تطور التكنلوجيا وما يوفره الذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي من فرص غير محدودة، أصبح الآن من الأهمية أكثر من أي وقت مضى تمكين الصحة الرقمية لدعم الأطفال الذين يعانون من التأخير في النمو والإعاقة".

وبدورها دعت السيدة مالغورزاتا غروبلينا، ممثلة مؤسسة "جيم" البولندية، إلى تحمل المسؤولية للدفع باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي والتكنولوجيا لتوسيع مجالات البحث من أجل تحسين حياة الأشخاص المصابين بالتوحد. وقالت إن "الأولوية يجب أن تكون في كيفية استخدام مزايا الخوارزميات واستخراج البيانات لخلق عالم أفضل للأشخاص المصابين بالتوحد".

واستعرض الدكتور أنور بوراك دورسوم، أستاذ الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، رئيس إدارة التوحد في وزارة الصحة التركية، الخطط الوطنية لوزارة الصحة في دعم الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات في النمو من خلال استخدام تطبيقات الصحة الرقمية. وشدد على ضرورة مناقشة ما ينبغي اتخاذه لتوسيع حجم ونطاق العمل في مجال الصحة الرقمية من أجل الوصول إلى نماذج جديدة لتحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من تأخر في النمو والإعاقة.

وسلط الحدث الضوء على الفجوات التي تعاني منها الصحة الرقمية، حيث لا توجد فرص لتحديد وتقديم الرعاية والدعم والتدخلات المبكرة في الوقت المناسب للأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو وإعاقات. واستنتج المشاركون بأن استخدام تطبيقات الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي من شأنها أن تساهم في ردم هذه الفجوات، وقد تساعد منصة الاتحاد العالمي في تحديد وتقييم احتياجات الأطفال الذين يعانون من تأخر النمو والإعاقات، ليس فقط في الدول ذات الدخل المرتفع بل في البلدان النامية والأقل نموا.