دولة قطر تؤكد حرصها على وحدة الصف الخليجي

نيويورك في 29 يناير /قنا/ أكدت دولة قطر حرصها على وحدة الصف الخليجي وإعادة لحمة شعوب المنطقة، وتطلعها إلى تحقيق طموحات الشعوب نحو مزيد من التضامن والنمو والاستقرار، مؤكدة استمرارها في العمل بإخلاص نحو تهيئة الظروف المواتية لذلك وبما فيه مصلحة شعبها وشعوب المنطقة جمعاء.

وجددت دولة قطر ترحيبها ببيان /العلا/، وحرصها على تخفيض التوترات، والتزامها بنهج حل الأزمات عن طريق الحوار وفق مبادئ التسوية السلمية للمنازعات.

جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في الاجتماع الافتراضي الذي عقده مجلس الأمن الدولي حول "الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية فلسطين".

وقالت سعادتها إن "دولة قطر تسعى على سبيل الأولوية نحو وحدة الصف الخليجي وإعادة لحمة شعوب المنطقة، وتطلعها إلى تحقيق طموحات الشعوب نحو مزيد من التضامن والنمو والاستقرار"، معربة عن ترحيب دولة قطر ببيان /العلا/ الذي أعلن على هامش اجتماع الدورة الحادية والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الخامس من يناير الجاري، الذي شارك فيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله".

وتابعت سعادتها "إن هذا اللقاء قد أتى في هذه اللحظة الحاسمة امتدادا لمسيرة العمل المشترك في إطاره الخليجي والعربي والإسلامي، وتغليبا للمصلحة العليا بما يعزز أواصر الود والتآخي بين الشعوب، ويرسخ مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل"، قائلة في السياق ذاته "إن بيان /العلا/ يعتبر مكملا للجهود الصادقة التي قادها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله، ثم حمل لواءها من بعده صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة"، معربة عن تقدير دولة قطر لجهود الولايات المتحدة لتقريب وجهات النظر.

وبخصوص القضية الفلسطينية، جددت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، التأكيد على أن التسوية العادلة والشاملة والدائمة للقضية الفلسطينية تتطلب حتما الالتزام بمبدأ حل الدولتين على أساس القانون الدولي وميثاق وقرارات الأمم المتحدة، ووفقا لمبادرة السلام العربية، وصولا إلى إنشاء الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، التي تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام.

وشددت على ضرورة إنهاء احتلال الأراضي العربية والاستيطان غير المشروع في الأرض المحتلة، والحل العادل لمسألة اللاجئين، والامتناع عن كل ما يقوض حل الدولتين من محاولات ضم الأراضي والاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية وهدمها والمساس بالمقدسات الدينية وسياسات التهويد في مدينة القدس، وجميع الممارسات من قبل السلطة القائمة بالاحتلال التي تخالف القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

كما جددت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، التأكيد على استمرار دولة قطر في موقفها الثابت الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف وفق القانون الدولي، معربة عن دعم دولة قطر للمصالحة الوطنية بين الأشقاء الفلسطينيين.

وأكدت سعادتها على ضرورة استمرار تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني الشقيق بغية التخفيف من الأزمات الإنسانية والصعوبات الاقتصادية التي تواجهه، وتهيئة البيئة الملائمة للتوصل إلى السلام، مشيرة، في هذا السياق، إلى الدعم المستمر الذي تقدمه دولة قطر لتحسين الأوضاع في قطاع غزة، الذي يشهد أوضاعا متدهورة نتيجة للحصار الخانق الذي لا يزال يرزح تحته.

وبشأن الأزمة السورية، قالت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، إنه "قد مر ما يقارب عن عقد كامل من الزمن على الأزمة في سوريا التي تحمل خلالها الشعب السوري الشقيق، ولا يزال، معاناة إنسانية تفوق الوصف وتعرض، وإلى انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان"، داعية إلى دعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للتوصل إلى حل للأزمة السورية من خلال عملية سياسية ذات مغزى تفضي إلى انتقال سياسي وفق بيان جنيف وتنفيذ القرار الدولي رقم /2254/ بجميع عناصره، بما يحفظ وحدة وسيادة واستقلال سوريا.

وقالت سعادتها "لا شك أن الحلول العسكرية تتعارض مع تلك الغاية"، داعية إلى إدانة جميع الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، والتأكيد على تحقيق العدالة والمساءلة بشأنها وأيا كانت الجهات المسؤولة عنها.

وفي الشأن الليبي، رحبت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، بالتطورات الأخيرة التي أعطت بارقة أمل للشعب الليبي الشقيق نحو تحقيق ما يستحقه ويتطلع إليه من سلم وأمن واستقرار ووضع حد للانتهاكات وللمعاناة الإنسانية والأوضاع الاقتصادية الصعبة، وبالخطوات المتخذة نحو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وبانطلاق الحوار السياسي الليبي والتقدم المحرز في إطاره، وبالحوار الاقتصادي الليبي.

ودعت إلى إعلاء المصلحة الوطنية الليبية، والسعي نحو مواصلة تفعيل العملية السياسية، وصولا إلى تنظيم الانتخابات وتحقيق التسوية الشاملة بما من شأنه الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال ليبيا، مشيدة بجهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بذلك الصدد، ومرحبة بتعيين السيد يان كوبيش في منصب المبعوث الخاص للأمين العام إلى ليبيا، ومؤكدة دعم دولة قطر الكامل له في مهمته الجديدة.

واختتمت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، بالقول "إن منطقتنا تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى إنهاء الأزمات ووضع أطر للأمن الجماعي والتعاون المثمر لمصلحة شعوبها، لا سيما مع استمرار التحديات المشتركة التي تواجه الجميع بدون استثناء، بما فيها الأزمة الصحية العالمية"، مؤكدة أن دولة قطر ستستمر في العمل بإخلاص نحو تهيئة الظروف المواتية لذلك، وبما فيه مصلحة شعبها وشعوب المنطقة جمعاء.